انواكشوط .. السهر عادة تنتشر في رمضان

جمعة, 05/08/2020 - 23:17

الإعلام نت - لا شك أن رمضان شهر عبادة أولا، ففيه يمتنع المسلم عن شهوتي البطن والفرج رغبة في ما عند الله، ولا شك أن جائزة الصيام عظيمة حيث جاء في الحديث الشريف «كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به». إلا أن هذه العبادة لدينا امتزجت بالعديد من العادات ولا شك أن لكل عادة – في الغالب- جانبين جانب إيجابي وآخر سلبي، ومن أبرز العادات التي خالطت رمضان انواكشوط في الآونة الأخيرة هي: ظاهرة السهر، فهل للسهر من أضرار؟، وهل له من فوائد؟

بفعل عوامل مختلفة يكثر السهر لدى الصائمين في انواكشوط، فالنوم في ليل رمضان -الوقت الطبيعي للنوم- شبه مستحيل لدى سكان انواكشوط، فينشغل أغلب الشباب بقضاء ليل رمضان في لعب كرة القدم أو لعب الورق أو ألعاب الفيديو، أو ممارسة الرياضة أو الاستجمام والتفرج على الشوارع الحيوية وضواحي العاصمة لساعات متأخرة من الليل، بينما تقضي أغلب الفتيات ساعات الليل في وسائط التواصل الاجتماعي، أو في مشاهدة ما جادت به شاشات الدراما العربية أو الهندية أو التركية، في الوقت الذي يتسمر الكبار أمام شاشات محطات التلفزيون لمتابعة جديد الأخبار والبرامج أو زيارة الأقارب والجيران.

وبناء على ذلك فمعظم أهل انواكشوط لا يخلد إلى النوم إلا بعد تناول وجبة العشاء وعادة ما تكون متأخرة وتختلف من بيت لآخر ففي بعض البيوت تكون في حدود منتصف الليل إلا أن هنالك من يتناولها في حدود الرابعة فجرا، وبشكل عام فلا مجال للنوم قبل السحر.

ومع كل هذا هناك طرف آخر يفضل أن لا ينام حتى يؤدي صلاة الفجر لأنه يعلم أنه لن يستطيع الاستيقاظ في حال نومه قبلها لشدة تعبه وأرقه وبطبيعة الحال فإنه سيضطر إلى الاستيقاظ ما بين الساعة الثامنة والتاسعة صباحا لمزاولة أعماله اليومية الطبيعية.

بالإضافة إلى انعكاس قلة النوم على النشاط اليومي وما ينتج عنه من تثاقل وتكاسل فلقلة النوم أضرار صحية عديدة منها:

– تقليل الكفاءة العضلية للجسم وقد ثبت ذلك من خلال التجارب التي أجراها بعض علماء التربية البدنية.

– يتسبب السهر في خلل في جهاز المناعة مما يجعل الجسم فريسة سهله للعديد من الأمراض لأن هذا الجهاز مبرمج على ساعات اليقظة و النوم التي يحتاجها الإنسان، وعند حدوث تغيير في هذه الدورة اليومية يصاب جهاز المناعة بالتشويش والاضطراب.

– كما يتسبب الأرق و انعدام النوم, فإن امتد الأرق لفترات طويلة تنحط قوى الإنسان، ويتوقف عقله عن الإنتاج، ويسيطر عليه التشاؤم والميل إلى الوحدة؛ فيكره نفسه ثم يكره الحياة، لأن الجسم يحتاج إلى نوم هادئ وطويل، حتى يتمكن من التخلص من السموم والمواد التي تراكمت فيه نتيجة للأعمال الحيوية.

– زيادة معدل الوفيات حيث يكون الشخص عرضة للموت المفاجئ , كما تشير دراسة طبية إلى أن الأشخاص الذين لا ينامون بالقدر الكافي تزيد لديهم احتمالات الوفاة بسبب أمراض القلب بأكثر من ضعفين.

ولا شك أن للسهر في رمضان بعض الفوائد كالإكثار من شرب السوائل الذي يحتاجه جسم الصائم كثيرا وله فوائد أخروية كقيام الليل ففي رمضان من عظيم الأجر ما لا يكون في غيره، فالشهر شهر عبادة كما أسلفنا والأعمال فيه مضاعفة وعلينا التزود منها ما استطعنا، إلا أن قيام الليل ليس السهر ففي الأثر: (من صلى العشاء والصبح في جماعة فكأنما قام الليل) وصلاة التراويح قيام لليل، وقديما تغنى الشعراء بالسهر وما له من فوائد في تحصيل التعلم يقول أحدهم: يغوص البحر من طلب اللئالي ومن طلب العلى سهر الليالي.

وتبقى فرصة استغلال ليل رمضان ممكنة مع العلم أنه من الممكن أيضا تفادي الأضرار الجانبية للسهر والاستفادة من جوانبه الإيجابية، فبوضع خطة محكمة لتنظيم ليل رمضان نحس في فترة قياسية أننا خرجنا من انواكشوط التي لا تنام لعاصمة أخرى قوامها صوم صحي وليل طبيعي لا إفراط فيه ولا تفريط.