الغرب وسقوط الأقنعة

سبت, 07/01/2023 - 09:18

الأحداث الجارية حاليا فى فرنسا تبرز بجلاء تفوقنا على الديمقراطيات الغربية العتيدة، فى معالجة نفس القضايا ، التى طالما عملوا على ابتزازنا بواسطتها: 
اولا : من حيث السلوك:  فإن أسلوب تعامل شرطتنا يبدو أكثر مهنية ، وأكبر انضباطا حيث لم يصل الأمر بتشنج  شرطتنا ابدا أن قتلت بدم بارد  أبناء الوطن فى الشارع مباشرة
ثانيا : من حيث النجاعة:السياسية : فقد أبانت سلطاتنا السياسية عن مستوى عال  من الجدوائية والفاعلية  مكناها من احتواء مواقف مماثلة فى وقت قياسي بالمقارنة مع ما تطلبه ذلك  من الوقت لمثيلاتها فى  الديمقراطيات الغربية
ثالثا: من حيث الإنسانية : فقد مثل تعامل قيادتنا السياسية درجة عالية من الإنسانية ، تمثلت  فى ارسال مبعوثيين من الحكومة مباشرة الى ذوى الضحايا للإعراب عن تضامن السلطة معهم فى مصابهم ذلك ، وتقديم معونات مباشرة لذوى الضحايا  ومواساتهم بطريقة انسانية  وإسلامية نبيلة التعبير ،واخوية المشاعر
كل ذلك  ، بالرغم من أن الظروف السياسية كانت أكثر ملاءمة  لسلطات الدول الغربية  بالمقارنة  مع مثيلتها بموريتانيا ، التى تزامنت  بعض تلك الأحداث فيها مع ظرفية احتقان سياسى رهيب بسبب النتائج  غير المرضية  للإنتخابات فيها ، والرغبة الجامحة لدى بعض السياسيين المتطرفين فيها بإستغلال  تلك الأحداث وذلك الاحتقان  بأقصى درجات العنف ، بينما كانت أحزاب المعارضة المتطرفة فى الغرب ( كما هو الحال  آنيا فى فرنسا مثلا ) تصطف الى جانب الحكومة وتحثها على اتخاذ مزيد من الإجراءات القسرية فى مواجهة المتظاهرين ، وحتى دعوة الحكومة الى إعلان حالة الطوارىء 
فأينا أجدر اذا بإعطاء دروس للآخر فى مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان  ؟

الدكتور محمد يحيى باب أحمد