انتقد الإعلامي الموريتاني حنفي ولد دهاه ما وصفه بـ”الاختلال الجوهري” في عمل سلطة تنظيم الإشهار في موريتانيا، معتبراً أنها تحولت من هيئة تنظيمية إلى “أداة جباية تُثقل كاهل المؤسسات الإعلامية الجادة”.
وقال ولد دهاه، في تدوينة نشرها على صفحته الشخصية، إن السلطة التي أُنشئت بهدف تنظيم السوق وضمان التوزيع العادل للموارد الإشهارية، باتت تركز على الرسوم ومطاردة الفواتير، في وقتٍ تُوجّه فيه الإعلانات نحو المؤثرين ومنصات التواصل الاجتماعي في “سوق موازية غير خاضعة للضوابط”.
وأشار إلى أن الصحافة المستقلة باتت مهددة في وجودها، ليس فقط بسبب نقص التمويل، بل نتيجة غياب سياسات تشجع على تمويل “الكلمة العمومية” ومواجهة ما سماه “ثقافة التفاهة”، مطالباً بتحويل سلطة الإشهار إلى هيئة استراتيجية لحماية التعددية ودعم الإعلام المهني.
ودعا ولد دهاه إلى الاستلهام من نماذج دولية مثل كندا وفرنسا وبلجيكا، حيث تُستخدم سوق الإشهار كأداة سيادية لتقوية الإعلام المستقل، عبر آليات ضريبية وتوزيع عادل للإعلانات الحكومية ودعم المحتوى الجاد.
وختم بالتأكيد على أن استمرار الوضع الحالي “يهدد بتلاشي الصحافة المهنية” ويحوّل المشهد الإعلامي إلى “مجرد صدى للضجيج الرقمي والصور السطحية”، وفق تعبيره