
الإعلام نت _ بين الفينة والأخرى تطالعنا مواقع التواصل الإجتماعي بتسريب لأحد الساسة أو لرجل أعمال أو لشخصية عامة.
وفي الآونة الأخيرة تسارعت وتيرة التسريبات خصوصا للشخصيات السياسية المرموقة في البلد من أصحاب المراكز العالية والأبراج العاجية.
مما يدفعنا للتساؤل من يقف خلف هذه التسريبات؟.. هل هو شخص معين أم هي شبكة تعمل لهذا الغرض؟.. أم أن أصحابها هم من سربوها لحاجة في نفس يعقوب سيقضيها لاحقا؟.. والأهم من المستفيد من كل هذه التسريبات؟ هل هي الشخصيات نفسها؟.. أم أن هناك مستفيد ستفصح عنه الأيام القادمة؟..
تشتاح وسائل التواصل الإجتماعي هذه الأيام موجة من التسريبات تارة لمقاطع صوتية وتارة أخرى لوثائق تم التوقيع عليها لشركات وشركاء وهميين.
فمنذ تسريب مكالمة رجل الأعمال محمد ولد بعماتو بتاريخ 17 يناير 2021 والسنياتور محمد ولد غده والتي تضمنت انتقادات لاذعة لنظام محمد ولد الغزواني الحاكم في موريتانيا، والتسريبات تنهال رفقة تحليلات ومبررات كل حسب هواه.
وقبل أيام أيضا تم تسريب محادثة لمستشار رئيس الجمهورية يحيى ولد الكبد، مع النائب يحيى ولد الواقف ولاتبتعد كثيرا عن الأولى من حيث محتوى نقد النظام الحاكم.
وبالأمس سربت وثيقة تم توقيعها في العام 2016 من وزارة المالية لصالح شركة صينية ولمكتب وهمي، في فترة كانت الوزارة تدار من رأس الفساد المختار ولدإجاي.
وتتضارب تحليلات محتوى هذه التسريبات بين من يرى أن من يقف خلفها هو خلية تابعة للرئيس السابق محمد ولد وعبد العزيز، بغرض بلبلة النظام وزرع الفتنة بينه وبين مقربين منه من السياسيين ورجال الأعمال.
ويجد المراقب هذا الرأي مستساغا إذا أخذنا بعين الاعتبار اتساع هوة الإختلاف بين المحمدين غزواني من جهة وعبد العزيز من جهة أخرى.
إلا أن ثمة من يرى أن هذه التسريبات جاءت من الشخصيات أنفسهم، وأنها من سمح بنشرها لغاية يعلمونها هم ولا تزال في طي الكتمان.
وعلى النقيض من هذين الرأيين يرى آخرون أنه لا ذاك ولاذاك بل هي شبكة تعمل في الخفاء تديرها عصابات وأيادي خفية.
وبين ذاك وذاك يظل المواطن البسيط بين مطرقة السياسيين وسندان رجال الأعمال، يعاني الفقر والمرض والإهمال والجهل.. في بلد يملك من الثروات ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة، لكن لا إدارة ولا تسيير، الجميع مهموم بوظيفته والحفاظ على مركز يورثه لابنه من بعده.
.jpg)



