
البدايات
الإعلام نت - ولد رئيس الجمهورية الأسبق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله سنة 1938 في ضواحي قرية لمدن وتلقى معارفه الأولى في العلوم الشرعية والعربية في محيطه العلمي والصوفي الذي ينحدر منه، حيث يعتبر والده الشيخ عبد الله مقدما في الطريقة التيجانية.
في عصر التأسيس
واصل ولد الشيخ عبد الله دراساته النظامية حتى تخرج من قسم الاقتصاد بإحدى الجامعات الفرنسية ، ليعمل بعد ذلك في حكومة الرئيس الأسبق المختار ولد داداه وزيرا للدولة للشؤون الاقتصادية وهي الوزارة التي تخضع لها ثلاثة وزارات أخرى، وكان من أبرز إنجازاته آنذاك تخيط وتنفيذ تأميم ميفرما.
اعتقل ولد الشيخ عبد الله بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المختار ولد داداه، وكان كبقية أغلب الوزراء في نظام المختار ولد داداه فقيرا لدجة أنه لا يملك سيارة شخصية، وذلك بعد مصادرة سيارته الحكومية.
العهد الطائعي

وخلال حكم الرئيس الأسبق معاوية ولد سيدي أحمد ولد الطايع عمل ولد الشيخ عبد الله وزيرا للصيد في إحدى حكوماته، غير أن جو العلاقة لم يكن وديا بين الرجلين، حيث ذكرت مصادر صحفية آنذاك أن ولد الشيخ عبد الله رفض في بعض المرات أوامر رئاسية بمنح حصص تفضيلية لبعض الدوائر المقربة من النظام في قطاع الصيد، لتتم إقالته بعد ذلك إثر مابات يعرف بقضية احميده ولد بشراي وهي القضية التي ينفي الرئيس الأٍسبق أن يكون مسؤولا عنها.
وفي 2003 دعم الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله رفيقه في الحكومة الأولى المرشح أحمد ولد داداه ضد الرئيس معاوية ولد الطايع
في الكويت
انتقل الرئيس الأسبق إلى الكويت حيث عين موظفا ساميا بالصندوق الكويتي للتنمية وظل يمارس عمله إلى حين عودته إلى موريتانيا سنة 2005 بعد الإطاحة بنظام العقيد ولد الطائع.
وقد بنى الرئيس الراحل علاقات متميزة في دولة الكويت ظلت قائمة حتى رحيله ليلة البارحة.
الترشح والرآسة

في العام 2006 تم اختيار ولد الشيخ عبد الله مرشحا منافسا لمرشحي المعارضة نظرا لمواصفات تتعلق بالكفاءة والتاريخ والوزن الاجتماعي.
حيث تم انتخابه ثاني رئيس مدني للبلاد بعد الرئيس المؤسس في العام 2007 بعد انتخابات حرة وشفافة راقبت عليها الأمم المتحدة، ليتسلم الحكم من العقيد الراحل اعلي ولد محمد فال رئيس المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية في مشهد بهيج حضره قادة العالم والمنظمات والهيئات السياسية.

أدار ولد الشيخ عبد الله البلاد في أقل من سنتين في ظروف بالغة الصعوبة اقتصاديا وسياسيا، في ظل تنام قوي لنفوذ قائد أركان الحرس الرئاسي الجنرال محمد ولد عبد العزيز، حيث أكدت مصادر قريبة من ولد الشيخ عبد الله إن ديوانه لم يكن يتصرف في أكثر من 10% من ميزانيته وأنه كان يشتكي لمستشاريه طول فترة حكمه من تدخلات القائد محمد ولد عبد العزيز، في شؤون حكم البلاد.
الانقلاب على الرئيس

وفي لحظة الحسم في العلاقة بين الرجلين وبعد تأزم الأوضاع إثر وضع هواتف الرئاسة تحت التنصت والرقابة، أخذت الأزمة مسارا تصاعديا بعد إقالة الحكومة وتهديد نواب الأغلبية بإسقاط النظام دستوريا، ثم تعززت الأزمة عقب إدخال حزبين معارضين إلى الحكومة وهما تواصل، واتحاد قوى التقدم، حينها قرر ولد الشيخ عبد الله إقالة الجنرالات
وفي فجر يوم 6/6/2008 قرأ صحفي بالإذاعة بيان إقالة الجنرالات الأربع محمد ولد عبد العزيز – محمد ولد الغزواني – محمد ولد الهادي – افليكس نيكري، وتعيين قادة جدد، من أبرزهم العقيد عبد الرحمن ولد ببكر، والعقيد محمد أحمد ولد السالك، والفريق الأول مسقارو ولد سيدي، ليتم اعتقال الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله في نفس اليوم، بعد فشل مفاوضات لإقناعه بالتراجع عن الإقالة ويعلن الجنرلات تشكيل مجلس عسكري للحكم.
وبعد عدة أشهر تم الإفراج عن الرئيس ولد الشيخ عبد الله في 21/12/2008 ونقل في موكب عسكري إلى قريته لمدن، وقد رفض الرئيس التخلي عن شرعيته في السلطة، وساندته الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية التي تأسست صبيحة الانقلاب العسكري.
ظل الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله محافظا على مستوى عال من الصمود رغم الضغوط الهائلة التي تعرض لها من وسطاء دوليين أبرزهم نظام ساركوزي في فرنسا ونظام العقيد القذافي
بعد فترة بدأ الاهتزاز داخل الجبهة وبدأت الضغوط الداخلية تتزايد على الرئيس المخلوع ليقبل المفاوضات وأخيرا تم توقيع اتفاق دكار، وألقى الرئيس خطاب التنازل المشهور.
بعد التنازل

اتخذ ولد الشيخ عبد الله من مسقط رأسه ركنا قصيا للتفرغ لصلواته وعباداته ومتابعته المتواصلة للشأن المحلي بدقة كاملة، دون أي ظهور رسمي.
وبعد اتفاق دكار عرض الصندوق الكويتي للتنمية على الرئيس سيدي العودة إلى العمل في وظيفته السابقة لكن مصادر عائلية أكدت اعتذاره عن ذلك.
وأياما قليلة سبقت الاحتفال بذكرى الاستقلال 2019 تمت دعوة ولد الشيخ عبد الله لحضور الفعاليات المخلدة لليوم الوطني في اكجوجت تجسيدا لما بات يعرف بالانفتاح السياسي الذي انتهجه الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني، كما تحدثت مصادر عن إعادة اعتبار الرجل له كرئيس سابق يتمتع بكامل حقوقه.
رحل ولد الشيخ عبد الله عن عالمنا فجر يوم الإثنين 23-11-2020، وذلك عن عمر حافل ناهز 82 سنة قضاها في خدمة بلاده وشعبه، تقبله الله في زمرة النبئين والصديقين والشهداء والصالحين.






.jpg)



