
الإعلام نت - تقارير: ينتشر الغش في الامتحانات في موريتانيا بشكل بات يهدد مستقبل التعليم في البلد.
وتختلف وسائل وأساليب الغش في البلد باختلاف المواد وطبيعة الطالب.
وتتخذ الجهات المسؤولة عن تنظيم الامتحانات طرقا مختلفة للوقوف في وجه هذه الظاهرة التي ضربت التعليم في الصميم.
فما هي أبرز طرق الغش المتبعة لدى الطلاب الموريتانيين؟، وهل استطاعت السلطات بطرقها المتبعة الوقوف في وجه الغش فعلا؟.
لا خلاف في أن أضرار الغش لا تقف عند القضاء على مستقبل الطالب المرتكب له بل تتجاوزه إلى الفتك بمستقبل التعليم في البلد برمته، وذلك لعدة أسباب؛ فالطالب الذي يرتكب الغش يحاول وبكل الطرق إعاقة زملائه الذين يعتمدون على معارفهم القبلية والمكتسبة من قاعات الدرس والمراجعة بهدف إرغامهم على مساعدته في مواجهة فشله من جهة وثنيهم عن التفوق عليه من جهة أخرى، ولا شك كذلك أن استمرار الغش في قاعات الامتحانات والمسابقات سيكون له ضرر كبير حيث سيشعر الطالب المجتهد أنه ينهك بدنه ويرهق نفسه ويسهر ليله وينقطع عن كل مغريات الحياة في حين سيتفوق عليه طالب آخر لا يهتم كثيرا للدراسة ويمضي كل وقته في اللهو والمرح وفي النهاية يتفوق لأنه ينافس الطالب بمذكرة الأستاذ.
يروي الطلاب من داخل قاعات الامتحان قصصا كثيرة تنذر بخراب كبير قد يحل بالتعليم برمته إذا استمر الوضع على ما هو عليه؛ فمن استخدام الهواتف للاتصال بآخرين خارج القاعات لاستخدام كتيبات صغيرة تحتوي كل جوانب المادة للاستيلاء على أوراق إجابة الطلاب أو أوراق تسويدهم إلى ترغيبهم وترهيبهم بل وصل الأمر بأحدهم إلى ركل إحدى الطالبات لما امتنعت عن مساعدته، إلى الكتابة على أعضائهم وثيابهم وإلى محاولات إدخال الحلول عن طريق المراقبين الأوصياء أصلا على العملية!
أمور كثيرة من شأنها تحويل قاعة الامتحان إلى شارع هائج أو سوق مطرب ما سيقف دون شك في وجه الطالب المجتهد ويحرمه كليا من التركيز.
أما بالنسبة للخطوات المتبعة من طرف السلطات فتختلف باختلاف أنواع الاختلاس إلا أن المجرم يبقى دائما أمام السلطات بخطوة، وبشكل عام عمدت السلطات إلى قطع خدمة الانترنت عن الهواتف كليا ومنعت إدخالها إلى مراكز الامتحان كما تقوم في بعض الأوقات بتفتيشات للطلاب في محاولة لمنع إدخال ما من شأنه مساعدة الطالب في الغش، كما تضع مراقبين في كل قاعة امتحان إلا أن كل هذه الخطوات لم تستطع الوقوف في وجه بعض حالات الغش.
وبشكل عام فإنه بات من الضروري تحرك السلطات بشكل جاد وصارم باتجاه الوقوف في وجه هذه الظاهر الخبيثة التي بات المجتمع يتعود عليها يوما بعد يوم ويعتبرها وسيلة طبيعية لتجاوز الامتحانات.