
كان الإنقلاب الصامت بارعا فى اختيار الأغطية من الوسط وبارعا فى اختيار التشريع من الواجهات التى لا يسهل الاستغناء عنها فى الوقت المناسب .. وستظل هذه الوجوه صاحبة المصلحة فى اللا تغيير لا تتزحزح من مكانها طول الوقت ، بل وبدأت تقيم فى مابينها المصاهرات العائلية ، .. هذه الوجوه وغيرها لا تقال ولا تستقيل، حتى عندما تثور التناقضات الثانوية بينها ، فإن المواقع تتغير ، ولكن السلطة لا تتحول !
وقد انعكست ازدواجية أغطية الوجه والأقنعة على مفاصل الدولة منذ اللحظات الاولى لتكريس هذا الانقلاب الصامت ..ومعنى هذا أنه لم يكن تفكيرًا غزوانيا منذ البداية ولم يكن ردة فعل على إنجازات العشرية مباشرة .. ولكنه كان احد الاقنعة التي وضعها الانقلاب قيد الإعداد والدراسةعلى يد احد اركان النظام القديم !
هذا هو القناع الفاخر الذي استكمل به غزواني القناع المحلي حين اسند الى بعض اتباع التأسيس مراكز الواجهة .. أما الوجه فيشير الى الجماعة التى بطبيعة الحال سعداء بسقوط نظام ولد عبد العزيز ( أقصد بوعماتو والشافعي وغيرهم ) ولكنهم حاروا منذ البدء في تفسير انهيار العلاقة بين عزيز وغزواني بمثل هذه السرعة .. لكن صورة الاخير بدأت تتخذ ألوانًا وأبعادًا لم تكن مألوفة لديهم من قبل .. ساعدتهم على المزيد من التعرف عليه وفهمه على حقيقته وهي المرحلة التى وجد غزواني فيها نفسه يقوم بعمل أكبر من طاقته ولو أن اختصاصه التجريبي كان لا يتعارض مع الشعار المعلن !
والحقيقة أن غزواني فى مواجهة رد الفعل على انقلابه الصامت قدم مجموعة من البيانات والقرارات والإجراءات ذات الطابع الراديكالي الواضح وفي الساعات الأولى من حكمه وضع في الصورة التشريعية والتنفيذية مجموعة من ابرز الوجوه التى يدينها سلفه كرئيس الوزراءومدير ديوانه ووزير الداخلية ....ومن ثم كان هذا قابل للتصديق فجاء رجل الاعمال البارز ولد بوعماتو ليكمل المشهد وآخرون في زحف غيرمقدس ، ظنا منهم أن التاريخ قد عاد الى الوراء وان الساعة العودة الى أراضيهم وشركاتهم دقت .. وفهم المواطن الساذج أن هذا العمل جاءليوقف الزحف وليساعد التاريخ على استئناف المسيرة .. وأيا كانت التحفظات الموضوعية على العناصر الذاتية التى دفعتهم
مولاي احمد القاظي