
حول توبة أبي ولد زيدان :
اطلعت على الجزء الذي تم بثه من التسجيل المصور لأبي ولد زيدان ( الذي يبدو أنه لم يكتمل ) ، والذي يعلن فيه توبته إلى الله سبحانه وتعالى واعتذاره .ورأيي فيه ما يلي : -
أولا : أن التوبة هي أهم إجراء بعد ارتكاب الخطيئة ، وأن هناك فرقا هاما في النظر إلى التوبة ، بحسب الخطيئة المُتَابِ منها ، فمن التوبة ما يقبل مطلقا في الدنيا بسقوط الحد ، وفي الآخرة وأحوالها من تغسيل ودفن وإرث ورضى من الله سبحانه كالتوبة من الردة مثلا ، ومنها ما ينفع صاحبه في الآخرة دون الدنيا كالتوبة من سب الرسول صلى الله عليه وسلم ، والتوبة من الزنا وشرب الخمر .
ثانيا : أن الله سبحانه وتعالى يفرح بتوبة عباده ، وإني لأفرح بما يفرح ربي .
ثالثا : أن اعترافه بخطئه مهم ، لأنه يظهر لكل من تبعه وتأثر به ، أنه كان على خطإ وأن عليه هو الآخر الرجوع عن الخطإ الذي رجع عنه صاحبه .
رابعا : أن علينا بقدر ما نترصد من يحارب الدين ، أن نشجع توبة المذنب ونتلقفها بالقبول والتشجيع ، سواء كانت تنفعه في الآخرة فقط أم في الدنيا كذلك .
خامسا : كان الأولى في مقام التوبة الانكسار والتذلل لله سبحانه وتعالى ، والبعد عن الانتصار للذات فليس ذلك من مقتضيات مقام التوبة التي من شروطها الندم على ما فات والنية أن لا يعود .
سادسا : أوجه رسالة واضحة إلى كل من كان في ذلك الطرف من الطرح الحرياتي ، أننا ندعم أي حرية لا تمس من ديننا الحنيف ، ونساند كل انفتاح لا يخرج عن ثوابت الدين ، فلهم كامل الحرية ومطلقها ، ما لم يمسوا بها ديننا ومعتقداتنا ومقدساتنا .
سابعا : أنصح أبي ولد زيدان (تاب الله عليه بتوبته )، أن يمثل أمام القضاء تحقيقا للتوبة ، لعلّ الله أن لا يجعل في خطاياه التي تاب منها حدا واجب التطبيق ، وإن كان فمن مقتضيات التوبة التسليم بحكم الله ( قال تعالى: "فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"
من صفحة محمد بوي الشيخ محمد فاضل