بعد ماقيل أنه منع للصحفيين الدوليين من تناول بعض المواضيع الحساسة صحفيين معروفين يوضحان كيف عاملتهما السلطات

ثلاثاء, 06/23/2020 - 15:17

الإعلام نت - بعد تداول معلومات عن تحذير لمراسلي الصحافة الدولية ببلادنا بالمنع التام لتداول أي خبر يتعلق بالعبودية، قدم صحفيين من أبرز الصحافة الوطنية وممثلين لإحدى أهم وسائل الإعلام الدولية تفاصيل لما تم إبلاغهم به بالضبط.

فقد كتب العميد محمد عبد الله ممين مراسل تلفزيون "العربي" على صفته في فيس بوك:

^عن نفسي فقط
—————-
فعلا بصفتي مراسلا استدعيت اليوم من قبل الوزارة الوصية على الإعلام ...
جرى اللقاء في جو ودي ...
ولم أتعرض شخصيا لأي تهديد أو عيد ...
ولم يحذرني أحد من تناول أي موضوع ...
تطرق الحديث بأدب ولباقة لضرورة التقييد بالضوابط المهنية ... و هي ضوابط كنت ومازلت احاول أن أبقى وفيا لها احتراما لنفسي وللمهنة.»

كما كتب العميد الشيخ بكاي وهو صحفي مستقل معروف على صفحته على فيس بوك موضحا ما حدث:

«ليس التهديد هكذا.. هذا يسمى تنبيها...

لا أمثل وسيلة إعلام خارجية محددة... أنا أعمل Freelance Journalist
( صحفي مستقل) ..
ولانني لا أرتبط بمؤسسة معينة ،يحق لي العمل لأي منصة أتفق معها وفق ترتيبات يتفق بشأنها..

أنا معتمد بهذه الصفة.. ولذا استقبلني الأمين العام للوزارة المكلفة بالاتصال اليوم وأبلغني في شكل راق، ومهذب، وواضح ، أنه غير مقبول بث أو نشر الأخبار الكاذبة، والاضرار بصورة البلد، والمساس بوحدته ، والتجني عليه..

ولا أعتقد أن السيد الامين العام أتى بجديد، أو طلب مستحيلا، أو ضايق حرية الصحافة..

يبدو أن مادتين سيئتين كانتا السبب المباشر في استدعاء عدد من الصحفيين العاملين لوسائل إعلام خارجية..إحداهما مادة وثائقية بثها التلفزيون القطري ( تلفزيون العرب)، والاخرى فقرة من برنامج حواري على بي بي سي..

شاهدت المادتين وهما في الواقع تضمنتا قدرا كبيرا من الكذب والتجني وعدم احترام القيم المهنية خصوصا لدى الهيئة العريقة التي أنا ابنها بي بي سي..

لم يصدر عن الوزارة أي تهديد، وتم إبلاغ الرسالة في شكل محترم جدا.. ويحزنني أن نكون في حاجة إلى من ينبهنا إلى أمور مثل هذه ( أتحدث مهنيا)..

لم يكن هناك تهديد، وأنا أعرف ماذا يعني التهديد، (والتهديد أيضا يعرف كيف أواجهته في داره)..

التهديد هو أن يستدعيك مدير الأمن ويقول لك ستسجن إذا ذهبت إلى مؤتمر صحفي لمسعود ولد بلخير.. والاحتقار المقرون بالتهديد هو أن يسألك مدير الأمن : " هناك من اتصل بك هاتفيا في الساعة الفلانية ماذا قال لك؟".. أحمدو ولد ميح أطال الله بقاءه كان حاضرا ويعرف كيف رددت: " أنا اثري انشتغل امعاك؟.. ماني قايلو لك"... هذا كان ردي وأنا المطارد الضعيف في نظرهم...

التهديد أن يأمرك الأمين العام لوزارة الاتصال بعدم إرسال أي تقرير عن محاكمة البعثيين قبل أن يقرأه.. قلت للامين العام إني لن أفعل، ولن أغطي بهذه الطريقة.. (كان الزميل حدا مين سادي مراسل AFP موجودا وكذلك سيلا أبراهيما عن رويترز.

التهديد أن يستدعيك وزير الاتصال ويعطيك خبرا ويسألك هل أنت كاتبه؟..تقرأ الخبر ، وترد على الوزير في هدوء: " لم يزيدوا ولم ينقصوا فاصلة.. نعم كتبته..."..لم يكن الخبر إساءة ولا كذبا.. فقط أغضب الرئيس معاوية ولد الطايع..

يعدل الوزير جلسته ليبدو مخيفا ويقول: "لا يمكنك أن تكتب هذا وتستمر موظفا"..
أقول: السيد الوزير أنا صحفي والقانون يمنحني الحق في أن أتعاون مع وسائل الاعلام في إطار تخصصي.. ونحن في دولة القانون..
ويرد الوزير غاضبا: " قانون آش؟... "
أرد باللهجة غير المحترمة نفسها:
"أيوه هو القانون ما احترمت انت ال جالس على كرسي أستحقه أنا لا أنت .. أثر علي أنا نحترمو"..

"أنا وزيرك.. " ولم أتركه يكمل فقلت : "سيدي الوزير.. من الآن لم تعد وزيري.. القانون يمنحني أن أجمد عقدي وسأترك لك طلبا أرجو أن تبادر إلى الموافقة عليه.. أنا لا أهدد بمبلغ زهيد..."

خلال فترة حكم الرئيس معاوية ولد الطايع كان من العادي جدا أن تطردني الشرطة من مؤتمر صحفي أو أي نشاط رسمي.. أتذكر هنا مؤتمرا لوزير خارجية الكويت خلال أول زيارة لموريتانيا بعد الازمة العراقية الكيتية... (أنا وحدي أطرد، وأمنع لأنني أقوم بعملي في شكل لا يرضي السلطة).. كنت رغم الطرد أغطي ، وأغطي بتجرد من الانحياز وبموضوعية وما أمكن من الدقة...

التهديد أن يكتب وزير الاتصال إلى الـ بي بي سي وجريدة الحياة أنني ممنوع من العمل....

أنتهي زمن التهديد.... هذا زمن الحرية... لكن ينبغي أن تكون الحرية المستندة إلى المهنية..»