
الاعلام نت ـ أظهرت الأشهر العشرة الأولى من حكم الرئيس محمد ولد الغزاوني تخبطا يعكس مؤشرات الضعف في تسيير شؤون البلاد.
ويرجع مراقبون الأمر إلى كون الرئيس تربى في كنف الثكنات العسكرية بعيدا عن ضجيج المدنية، وبعد تقلده منصب الرئاسة وتشكيله حكومة بدى عاجزا رفقة حكومة عاجزة هي الأخرى عن تقديم اي شيء للمواطن.
هذه الوضعية الصعبة حولت القصر الرمادي في نواكشوط إلى مكان يشبه "الثكنات" العسكرية فلا داخل ولا زائر في "العلن" إذا استثنينا بعض الوجبات أو "المشوي" الذي سبق وأن تغنى الرئيس بتوفيره للفقراء ذات مساء من مساءات حلمته الانتخابية الماضية.
هذا وكانت وكالة الإعلام أعدت في وقت سابق تقريرا بعنوان:
المرشح غزواني.. نقاط القوة والضعف في ترشيحه لرئاسيات 2019
وجاء في التقرير:
يناقش مراقبو الشأن السياسي في موريتانيا نقاط القوة والضعف لدى محمد ولد الغزواني حيث يجمعون على أنه سيكون لها دورها البارز في نجاحه من فشله في الوصول إلى القصر الرئاسي الذي سيكون شاغرا بعد أشهر قليلة.
كما يرى هؤلاء المراقبون أن تلك النقاط ستتحكم الى حد بعيد في ابرز تحدين مطروحين للرجل بقوة وهما: مدى قدرته على استغلال الوقت القليل المتبقي على الاستحقاقات للتغلب على نقاط ضعفه، و حظوظه في إزاحة ابرز منافسيه مرشح المعارضة أو مرشحيها
ـ نقاط القوة:
تتمثل أهم نقاط قوة ولد غزواني والتي يتحصل بخصوصها إجماع في مختلف الأوساط السياسية والصحفية في الأمور التالية:
ـ توفره على سمعة طيبة حيث هو معروف بدماثة الأخلاق والحكمة والتروي، الأمر الذي يجعله يحظى بثقة كبيرة داخل المؤسسة العسكرية من قبل الجنود وضباط الصف والضباط، إضافة إلى الاحترام الذي تكنه له قوى رئيسية في المجتمع المدني.
ـ النظر إليه على نطاق واسع كمهندس تحديث المؤسسة العسكرية وواضع المقاربة الأمنية الموريتانية مما اكسب البلاد هيبة في المحيط الإقليمي بعد إبعادها لشبح الإرهاب عنها والذي خيم عليها لعدة سنوات.
ـ تحصله على احترام بالغ في المجمع الموريتاني لصموده أمام مختلف الضغوط التي مورست عليه خصوصا من احزاب المعارضة الموريتانية للتنكر لصديقه الرئيس محمد ولد عبد العزيز والعمل على إزاحته عن السلطة وخلافته فيها بعد تعرض الأخير لحادثة اطويله ونقله للعلاج في الخارج وانقطاع أخباره لفترة أسبوعين كاملين، وهو ما استعاد معه جزء كبيرا من المصداقية خصوصا لدى بعض من كانوا يتهمونه بعدم الوفاء بعد انقلابه على الرئيس ولد الشيخ عبد الله اشهر قليلة لترقيته الى رتبة جنرال اعلي رتبة عسكرية مع زميله قائد الانقلاب ولد عبد العزيز.
ـ انحداره من إحدى ابرز التشكيلات الاجتماعية التي تتمتع بمقدرات اقتصادية ومالية كبيرة في الداخل والخارج، وبرصيد اجتماعي معتبر خصوصا لجمعها بين المال والمكانة الروحية.
ـ التزامه المستمر بالتزام موقف الحياد من المهاترات والخلافات السياسية وكذا الإجراءات الخصوصية خصوصا الأخيرة منها كالموقف من الإسلام السياسي وتغيير النشيد والعلم والعملة والمأمورية الثالثة وإغلاق مركز العلماء.
نقاط الضعف:
في مقابل نقاط القوة توجد نقاط ضعف رئيسية للرجل سيكون عليه اذا اراد الفوز بمنصب الرئيس ان يمنع خصومه من توظيفها ضده، ناهيك عن ضرورة سعيه الذاتي للتغلب عليها، وابرز هذه النقاط هي:
ـ كره الرجل الشديد للأضواء حيث يشتهر عنه الانزواء والانطواء وتقليل الصداقات والعلاقات الاجتماعية إلى ابعد حد.
ـ اقتصار تكوينه واهم خبراته (وحتى علاقاته) على المجال العسكري وعدم توفره على شهادات في مجالات مهمة كالتسيير والإدارة والتخطيط.
ـ افتقار مجموعته إلى التأثير على مستوي الكم والكيف حيث يلاحظ قلة عددها في مقابل مجموعات أخرى في منطقة الشرق والجنوب مع ضعف الانتشار الجغرافي لها وعدم حيازتها لوظائف مدنية وعسكرية كثيرة مؤثرة.
ـ تحدره من ولاية متوسطة النفوذ من حيث الكم الانتخابي وعدد الأطر السامين والضباط رفيعي الرتبة ورجال الأعمال.
ـ تصنيفه من قبل ابرز مراكز الدراسات في الداخل والخارج كأبرز داعمي الإطاحة بنظام ولد الشيخ عبد الله المنتخب بعد عزله لعزيز الأمر الذي يمثل بحسب هذه المراكز شدخا في مصداقية الرجل وذلك لدى قاعدة كبيرة من النخبة والمواطنين البسطاء والذين يعتبرون انه جازى الرئيس المخلوع جزاء سنمار بعد ترقيته له.
ـ العلاقة المثيرة للرجل مع إسلاميي موريتاني حيث نظر إليه في وقت من الأوقات كموجه رئيسي لأطر ورجال أعمال من مجموعته للالتحاق بحزب "تواصل" ومساعدتهم في تبوا مراكز قيادية فيه، كما اعتبر كذلك كمساند قوي وداعم مالي كبير وحام في القمة لهم في الفترة 2006 - 2014
من جهة ثانية نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية ما قالت إنها إجابة للرئيس غزواني على السؤال: هل ينتهي فصل الخلاف مع ولد عبد العزيز؟ صحيفة ليموند الفرنسية.
وأضافت: لم يحكم ولد عبد العزيز من خلال عشيرته قبضته على الاقتصاد وحسب، بل كوَّن شبكات زبائنية عابرة لموريتانيا، بالإضافة إلى نفوذه في الإعلام الموريتاني، وليس انتهاءً بتمويله لداعمين له في فرنسا. كل هذا يفسر إلى أي مدى لم يكن عزل الرجل سهلًا، وما زال يمتلك العديد من أوراق اللعب.
وينتظر المواطن الموريتاني نتائج عملية ملموسة لغزواني وحكومة وزيره الأول أو استقالة للحكومة لعل أسماء أخرى تنقذ ما تبقى من المأمورية في وقت يكثر فيه الحديث عن مراجعة شاملة للحكومة قد تبدأ من أعلى إسم فيها وحتى آخر إسم