
ما دلالات الأزمة التي حالت دون إعلان الحكومة لحد الساعة
هل تورط نظام عزيز في إرهاق "غزواني" قبل تسلم الحكم؟
لا يزال الشارع الموريتاني يحبس الأنفاس ترقبا لإعلان حكومة عرف رأسها منذ الوهلة الأولى، ولكن لم تعلن بعد أضلاعها المكملة.
تأخر إعلان الحكومة فهم في الوهلة الأولى على أنه من منطق التحري والحوار، بالتغاضي عن فرضية أن الرئيس محمد ولد الغزواني حسم امرها من قبل طيلة فترة شهر بعد انتخابه، وهي ينتظر يوم التنصيب.
لكن سرعان ما تبخر هذ الفهم، وتبدد في وجه أمواج عاتية من الشكوك وعلامات الاستفهام التي فرضت نفسها بعد مرور أسبوع كامل على تأخر إعلانها.
وكلما مر الوقت تسارعت نبضات الشك والتشكيك، فعوامل التحري والمشاورة وإشراك الكل وحكومة الكفاءات، واستيراد الادمغة والعقول المهاجرة كله مسائل يعتبر الرأي العام الوطني أن ما مضى من وقت كان كفيلا بحسم كل منها على حدة.
ولم يعد المواطن الموريتاني يرى أن التأخير لمجرد أمر فني بحت، بقدر ما ثمة أمر غامض وراء المخاض العسير لحكومة يعلق عليها الموريتانيون آمالا قد لا تكون أكبر مما قد تقوم عليه، إلا أن وجودها من الأساس يجعل الآمال هي الأخرى معرضة للنسيان.
مواقع وبرلمانيون يتحدثون عن "خلو" مخازن الدولة من أية أموال، وعن أزمة اقتصادية أو أزمة سيولة قد يكون لها كبير أثر في تأخير إعلان الحكومة، وإن كان الامر غير مستغرب في ظل وجود حكم استمر 10 سنوات، إلا أنه من غير المعقول أن يكون خليفة النظام جاهل لدرجة الصدمة بهذا الأمر، وهو الرجل الذي خدم عسكريا، وأصبحت ميزانية الجيش تحال له دون كبير تفتيش ولا تدقيق، وبعد ذلك لبس الزي المدني وعانق الوزراء، ودخل الصالونات ورمى بالحذاء الخشبي بعيدا، تمهيدا لهذه اللحظة فبعد كل هذا، ليس منطقيا أن يصدم بالنهب المدبر، وقلة الأموال المتبقية إن كان هذا حصل بالفعل.
ويبقى سبب تأجيل إعلان أسماء الحكومة لأسبوع كامل، سبب مجهول التفسير والتأويل لدى غالبية الناس، إذا استثنينا الرئيس ووزيره الأول، وقليلون ممن حواهم القصر الرمادي أول أسابيع أغسطس 2019.