
وجه أحد مواطني مدينة انواذيبو رسالة مؤثرة يطالب فيها برفع الظلم عن فقراء مدينتهم انواذيبو الذين يعيشون تحت ضغط الممارسات اللانسانية التي تمارسها المنطقة الحرة ضدهم :
رسالة مسعود
"هل تعلم سيدي رئيس المنطقة الحرة أنني و أمي و إخوتي نبيت ليلتنا هذه في هذا الطقس البارد بدون عشاء بعدما تسبب قراركم الجائر في قطع مصدر رزقنا الوحيد؟
سيدي رئيس المنطقة الحرة: إن الذي يرسل لك هذه الرسالة هو مواطن من سكان أنواذيبو الأصليين ولكنه مواطن شبه معدوم فنكبات الدهر لم تبقي منه سوى هيكل في لباس رغم أنني لا أزال شابا ضمنيا لا شكليا.
قبل سبعة أعوام غادرنا أبي بعد أن غرق في البحر. خرج من عندنا مساء باحثا عن ما يؤمن به قوت يومنا وفي صباح اليوم الموالي وصلتنا أخبار وفاته. كانت صدمة كبيرة لي و لأمي و لإخوتي الصغار. عندما توفي أبي كنت في السنة الخامسة ثانوية وكنت تلميذا نجيبا لكنني كنت مجبرا على التخلي عن الدراسة و الولوج لميدان العمل لتأمين ما أعيل به أمي و إخوتي.
أنا لا مال لي ولا جاه ولذلك كان إيجاد عمل مستحيل. فكرت مليا ثم -وبمساعدة من صديقي لأبي المتوفي- حصلت على مبلغ من المال اشتريت به عربة و قررت أن أعمل على جمع الأوساخ وصرت أتنقل من منزل أبحث عن القمامة و أحملها و أنظف و أتعب لأحصل على مبلغ زهيد من المال ولكنه بالنسبة لي كان كالملايين لا أسمع عنها ولا أعرفها. حصولي على أوقيات من عملي ذاك كان مصدر سعادة وفخر بالنسبة لي فأنا لم أكن أخجل من عملي بل أتشرف و أتفاخر به لأنه رزق حلال. طوال تلك السنوات لم يبت أهلي بدون عشاء ولم يقضوا نهارهم بلا غداء فقد كانت عربتي تؤمن لهم كل شيء. صحيح أن عربتي عرجت عن بناء منزل لهم ولكن أكواخنا المتهالكة في زاوية من الترحيل هي قصور بالنسبة لنا.
لقد شكل قراركم بمنع العربات من نقل الاوساخ، شكل صدمة لي ولكثيرين. ما ذنبنا سيدي الرئيس؟ نحن ننتمي لطبقات هشة فارحمونا يرحمكم الله.
سيدي رئيس المنطقة الحرة: أنت الآن ربما تغط في نوم عميق أما أنا فدموعي تنهمر بسبب سماعي لأصوات أمعاء أمي و إخوتي في هذا الطقس البارد. قبل أن تلقى ربك ويسألك عنا وتكون حينها في حاجة ماسة للعفو ارحمنا يرحمك الله.
يكفي ما نعانيه من ارتفاع في الأسعار فكيف لكم أن تحرمونا من مصدر قوتنا.
اللهم إنَّا نشكوا إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس.
ما لنا أن نقول سوى حسبنا الله ونعم الوكيل فأنا شخص فقير وبدل أن أَجِد مساعدة منكم تسعون للقضاء علينا فإلى الله تعالى سنحتكم يوما ما ونسأله الفرج في الدنيا و الهداية لكم سيدي رئيس المنطقة الحرة.
مسعود"