خصص صالون المدونين حلقته لهذا الأسبوع لموضوع السلامة الطرقية، وهو دور التوعية في الحد من حوادث السير.
وتعدٌُ هذه الحلقة افتتاحا لسلسلة من النقاشات التي سيخصصها الصالون لهذا الملف من مختلف جوانبه، تزامنا مع موسم الخريف الذي يشهد عادة ارتفاعا في كثافة حركة السير على الطرق الوطنية، وما يترتب على ذلك من زيادة احتمالات وقوع حوادث سير مميتة.
وقد تم تنظيم الحلقة النقاشية أمام المجسم التوعوي الذي شيدته حملة معا للحد من حوادث السير عند الكلم 44 من مقطع (نواكشوط – بوتلميت)، وهو المقطع المعروف بكونه أخطر مقطع طرقي في البلاد.
وتحدث بعده باسم أسرة الضحايا، الابن الأكبر المختار الشيخ ولد محمدو ابراهيم، وذلك بحضور عدد من أفراد الأسرة، مؤكدا في كلمته أن الفاجعة لم تعد تخص أسرة واحدة، بل أصبحت فاجعة وطنية تمس جميع الموريتانيين. وأشاد بمبادرة الحملة في تشييد هذا المجسم التوعوي، ودعا السائقين إلى التقيد بقواعد السلامة الطرقية حفاظا على الأرواح والممتلكات.
وتوالت المداخلات بعد ذلك من خبراء وسائقين وناشطين في المجتمع المدني، حيث تناولوا من زوايا متعددة دور التوعية في الحد من نزيف الطرق.
وفي ختام الحلقة، ألقى الكاتب محمد الأمين الفاضل كلمة باسم الصالون، أكد فيها أن سلسلة النقاشات حول السلامة الطرقية ستتواصل من نفس المكان (الكلم 44)، على أن تستضيف كل حلقة خبراء ومختصين إلى جانب أسرة من أسر ضحايا الحوادث التي وقعت على هذا المقطع، ليكون حضور ذوي الضحايا مناسبة للتذكير والدعاء والترحم على أحبائهم الذين فقدوهم في حوادث سير أليمة.
كما تعهد محمد الأمين في كلمته الختامية، والتي كانت كغيرها من فقرات الحلقة تبثُّ بشكل مباشر عبر عدة منصات، بالتزامه الطوعي بعدم تجاوز سرعة 100 كلم/ للساعة عند قيادته للسيارة، مهما كان الظرف الاستعجالي الذي يمر به، داعيا الجميع إلى اتخاذ التزامات علنية مماثلة. واعتبر أن مثل هذه الالتزامات العلنية تمثل خطوة أساسية للانتقال من الحديث عن السلامة الطرقية إلى تبني سلوكيات ملموسة من شأنها أن تساهم في تعزيز ثقافة السلامة الطرقية، وهو ما سيقلل من حجم حوادث السير في بلادنا.